Monday, November 29, 2010

العالم بعيون..سينية




«ترى، كيف يمكن ان تبدو الحياة من حولنا اذا نظرنا اليها من خلال نظارات خاصة تصور الاشياء بالاشعة السينية؟».
كان ذلك هو التساؤل الذي ألهم المصور الفوتوغرافي البريطاني «نِك فيزي» الى ابتكار فن جديد، ألا وهو فن الصور السينية التي «تتجاوز المظاهر السطحية الخارجية لتتوغل في أعماق الاشياء سعيا الى رؤية الجوهر المادي الداخلي»، على حد تعبيره.
ويقول «فيزي» البالغ من العمر (47 عاما) انه يسعى من وراء اسلوبه الجديد الى اضفاء بُعد جديد الى فن التصوير، وذلك من خلال تمكين المشاهد من رؤية الاشياء من زاوية غير مسبوقة، ألا وهي زاوية العمق الداخلي، مضيفا «ذات مرة فاز والد صديقتي بجائزة مقدارها 100 الف جنيه استرليني بعد ان وجد ذلك المبلغ مكتوبا على السطح الداخلي لغطاء علبة مشروب غازي عند ذلك فكرت في انه باستطاعتي ان استكشف الاغطية الفائزة اذا صورتها بالاشعة السينية، ولذلك قررت ان اقوم بحيلة ماكرة فاستأجرت جهازا صغير الحجم يصور بالاشعة السينية ورحت اصور به عشرات الالاف من تلك العلب في المتاجر واسواق السوبر ماركت لكنني لم اعثر ابدا على اي علبة فائزة».
وتابع: «لكن تلك التجربة جعلتني اتساءل عما يمكن ان يكون شكل الحياة اذا نظرنا اليها طوال الوقت من خلال ذلك الجهاز او من خلال نظارة خاصة تؤدي وظيفته»، مشيرا الى ان ذلك التساؤل دفعه تدريجيا الى البدء في التقاط صور للاشخاص والاشياء بطريقة فنية مدروسة سعيا الى القاد نظرة على الحياة من زاوية العمق الداخلية وليس من الزوايا الخارجية التقليدية التي عادة ما تكون «سطحية وبراقة على نحو متكلف».
ويرى «فيزي» ان اسلوبه الجديد يتميز بالصراحة الفنية المتجردة اذ انه «يبرز جوهر الاشياء بلا اي تزويق او تجميل مصطنع»، بل يسلط الضوء المتعمق على الجمال الداخلي الحقيقي للاشخاص وللاشياء على حد سواء.
واوضح «فيزي» انه يستخدم جهاز اشعة سينية خاصة لتصوير لقطاته الفنية المتنوعة وهو جهاز ضخم يستخدمه رجال الجمارك في النقاط الحدودية لتفتيش الشاحنات والمركبات الضخمة، منوها الى ان الامر يتطلب منه اولا دراسة المشهد الذي يريد تصويره كي يتمكن بعد ذلك من التحكم في كمية الاشعاع التي سيبثها الجهاز بالاضافة الى مدة استمرار البث، فكلما ازدادت سماكة الجسم المطلوب تصويره ازدادت كمية ومدة بث الاشعاع السيني.

No comments:

Post a Comment